أخبار وتقارير

لماذا تتعمد قطر ترك علاقاتها مع إسرائيل في الظل

يمنات – العرب
ما حدث الأسبوع الماضي أثناء فعاليات بطولة العالم للسباحة بالدوحة، من إنزال للعلم الإسرائيلي، رغم مشاركة الدولة العبرية في فعاليات البطولة، وتعمّد حجبه عن الشاشات أثناء التغطية المباشرة، يوحي بأن تحولا ما تشهده العلاقات بين الدولتين اللتين شهدتا تقاربا ملحوظا خلال العقدين الماضيين.
ما يمكن استنتاجه من تصرف السلطات القطرية تجاه اللاعبين الإسرائيليين مؤخرا، هو أن قنوات الاتصال، التي تحاول تل أبيب جاهدة، مدها مع القادة العرب، بدأت في الانحسار، أو أن قطر تلعب على حبال، فهي مع الفلسطينيين ظاهرا ومع إسرائيل باطنا.
فمنذ سنوات قليلة كانت العلاقات القطرية – الإسرائيلية تمثل نموذجا للتقارب الإسرائيلي مع العالم العربي، ورغم محاولات القطريين لإخفاء نشاطاتهم المكثفة مع الجانب الإسرائيلي، إلا أن تحركات المسؤولين بين البلدين كانت ظاهرة لكل مراقب.
ففي عام 2007 توجه وفد قطري رفيع المستوى إلى تل أبيب لعقد مباحثات واجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين، وفي نفس العام أيضا قام شيمون بيريز، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، بزيارة معلنة إلى الدوحة. وفي 2008 جاء الدور على تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية حينئذ، لزيارة قطر، وبعد ذلك بقليل استقبل أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، إيهود باراك بحرارة شديدة، أثارت سخرية المتابعين للعلاقات بين البلدين.
ومع انتهاء عملية “الرصاص المصبوب” التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، أواخر عام 2009، بدأت العلاقات الإسرائيلية – القطرية في التراجع بشكل ملحوظ.
ويقول محللون إن قطر هي من اتخذ خطوة إلى الخلف من جانب واحد، احتجاجا على استهداف حركة حماس وقادتها في القطاع، لكن آخرين يقولون إن قطر تريد أن تكون صديقة للفرقاء المتناقضين؛ أي صديقة حماس وإسرائيل، والأسد والمعارضة المسلحة.
لكن حجم الأموال الهائل الذي أنفقته الدوحة على دول “الربيع العربي” كان له تأثير مباشر على تحويل مسار هذه الدول، في اتجاه اليمين. فيما بدأت قوى غربية تستشعر، أن قطر تحاول توظيف ثروتها في تعزيز قوى إسلامية، تحمل عداء للغرب، وخاصة لإسرائيل.
وما أبرز حادثة المستطيل الأبيض (بديلا عن علم إسرائيل)، وجعلها محل انتقاد كثيرين في الأوساط السياسية والرياضية أيضا، هو إصرار السلطات القطرية على حجب العلم الإسرائيلي رغم فوز السباحة الإسرائيلية أميت إفري بالميدالية الفضية لسباق 100 متر فردي، وكذلك عدم بث بعض المنافسات التي شارك فيها لاعبون إسرائيليون على الهواء.
هذا الاستثناء دفع رابطة مقاومة التشهير إلى إصدار بيان قالت فيه إنه على جميع الاتحادات الرياضية أن تتأكد من أن كل الفرق المشاركة في البطولات الرياضية تتلقى المعاملة نفسها”.
ويعتقد مراقبون أن التصرف القطري من الممكن أن ينعكس على جهودها في الحفاظ على حقوق تنظيم مونديال 2022.
وبالتوازي مع الجدل حول درجة الحرارة غير الملائمة في قطر أثناء فصل الصيف، وكذلك الظروف غير الآدمية التي يعاني منها عمال مشاريع البنية التحتية المرتبطة بتنظيم البطولة، سيكون على الدوحة مواجهة انتقادات جديدة حول خلط توجهات النظام الحاكم وسياساته الخارجية، بالأنشطة الرياضية.

زر الذهاب إلى الأعلى